الخطاب السردي من خلال نص " أبواب الأمل "



تمهيد – الرصيد المعرفي
السرد هو طريقة الحكي أو الإخبار عن أحداث واقعية أو متخيلة ، باستعمال اللغة أو الصورة أو الإيماء/الحركة  أو غيرها من الوسائل التعبيرية بشكل يجسد تتابعها وواقعيتها أو بعدها التخييلي .
السرد قديم قدم الإنسان حاضر في الإسطورة والخرافة والحكاية والملحمة والمسرح والتاريخ والسينما ، الأمر الذي يجعل منه ظاهرة إنسانية عامة .
يقوم السرد على مجموعة من الغناصر والمقومات تفعله ، ومنها الوصف والحوار والشخصيات والسياق الزمني والمكاني بغرض تحقيق مجموعة من والأهداف والغايات ، ومنه السرد المتسلسل والمتداخل والمتناوب.
ملاحظة النص :
العنوان جملة اسمية ، خبر لبتدإ محذوف ، يتكون من لفظتين ؛ أبواب بصيغة الجمع وهي تدل مجازيا على الطرق والسبل والوسائل ، أما كلمة الأمل فتعني المستقبل الطموح التفاؤل الغاية الهدف ، وعليه يستقيم معنى العنوان على بحث الإنسان المستمر على ما يحقق أهدافه في الحياة .
مصدر النص : رواية "حضرة المحترم" التي تروي قصة موظف طموح ...
صاحب النص : نجيب محفوظ الروائس المصري ... عاش وعايش المجتمع المصري الفقير ، تمثل قضاياه وأسئلته ... حمل الرواية العربية إلى مصاف الآداب العالمية .
الصورة لقطة مكانية لإحدى الحارات الشعبية ، أهم مميزاتها الفن المعماري الإسلامي القديم حيث تتجلى في الصورة  الصومعة الشرقية الدالة على الهوية الإسلامية ، إضافة إلى السوق الشعبي في ممر ضيق تطبعه الحركة والكثافة ، أما البنايات السكنية فهي قديمة ومزخرفة بشرفات خشبية جميلة..
الفرضية :
انطلاقا مما سبق نتوقع أن يكون النص سرديا ؛ يترجم شخصية من شخصيات المجتمع المصري العميق .
الفهم
يحكي النص عن عودة البطل إلى مسكنه في حارة الحسيني ليجدد صلته بالمكان العزيز الذي نشأ فيه ، وهناك تذكر بشوق أيام طفولته بجانب أمه الكادحة وأبيه  سواق الكارو ، مستحضرا موقف شيخ الكاتب وإصراره على ولوجه المدرسة ، بدل وراثة مهنة أبيه ، ومنذ تلك اللحظة ، مافتئت أبواب الأمل والنجاح تنفتح أمامه.
تحليل النص:
ينتظم النص وفق خطاطة سردية تقوم على :
الحدث : استحضار البطل للحظة الحاسمة في حياته والتي تعتبر منعطفا غير مجراها ، يوم دخل المدرسة الابتدائية بتشجيع من شيخ الكتاب .
الحبكة
-        لحظة البداية : عودة البطل لمسكنه القديم في الحارة "يرى""يعيش"...
-        لحظة استرجاع الماضي : تذكر أيام طفولته "كانت" "ماتت" ..
-        لحظة العودة للحاضر واستشراف المستقبل : تحقيق النجاح وانفتاح أبواب الأمل والمستقبل أمامه . "يبارك خطاه ويفتح له أبواب الأمل "...
الشخصية
-        البطل :عثمان، نموذج من سكان الحي  يتيم ، ينتمي لأسرة فقيرة ، طموح ، ذكي ، متقد الروح ، متفتح الحواس ، مرهف الوعي. التحق بالمدرسة ، حقق من النجاح ما لم يحققه أحد ...
-        أم حسني : امرأة مكدة،صوت قوي وخشن ، كادحة ، زوجة سواق كارو ، محظوظة ، متأثرة باغتراب ابنها، 
-        الأم : كانت امرأة مجد ة وصبورة ، أقل حظا.ماتت وهي تعمل..
-        الأب : عم بيومي . سواق كارو ، بسيط ، طموحه محدود ، أمي .

- شيخ الكتاب : معلم أطفال الحارة في الكتاب ، أكثر وعيا وطكوحا من الأب ..

- حسني : مغترب بسبب الحروب والمحن ، لم يبق منه سوى اسمه   
المكان :
-        الحارة فضاء مغلق / مفتوح يؤثثه : موقف الكارو ، مسقى الحمير ، بيت أم حسني ، الكتاب ، المبيضة.. السكة الجديدة. مدرسة الأوقاف..بلاد يعيدة  وعلاقة البطل به علاقة وثيقة حميمة " امتداد لروحه وجسده "
-        المسكن : مكان مغلق : حجرة واحدة ، مرافق ، نافذة صغيرة منها يطل على الحارة ، فيستعيد ذكرياته فيها .
الزمن : تراوح زمن السرد في النص بين الحاضر بداية ، والماضي وسطا ، والمستقبل نهاية
-        الضمير  رويت أحداث النص بضمير الغائب /الرؤية من خلف ، والسارد غير مشارك في الأحداث ، ولكنه مطلع على كل التفاصيل
-        الأسلوب تتداخل ثلاثة أساليب في ثنايا النص : أسلوب السرد ، أسلوب الوصف ، وأسلوب الحوار
الوصف  : حارة طويلة ذات منحنى حاد ، صوت قوي خشن ، عاملة كادحة...
الحوار : الذي يدور بين الأب وشيخ الكتاب "ياعم بيومي نوكل على الله ... "
السرد : كانت كلتاهما زوجة لسواق كارو، ماتت وهي تعمل ...
التشبيه : وكأنه امتداد لروحه وجسده...
تركيب وتقويم : يمثل هذا النص  في شكله وأحداثه ومصدره ومضمونه ومغزاه نموذجا للنص الحكائي السردي ؛ تتكامل فيه عناصر الحدث ، الشخصية ، الزمان ، المكان ، وأسلوبي الحوار والوصف ...
(منقول)




المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لقاء غريب عبد الكريم برشيد

خطاب الوصف من خلال نص "تطوان"