خطاب الوصف من خلال نص "تطوان"

تطوان 

محمد أنقار

تمهيد ما الوصف ؟  

الوصف لغة نعت شيء بما فيه من ميزة داخلية أو خارجية .

واصطلاحا / مهارة تعبيرية ، وفن من فنون الاتصال اللغوي ، يستهدف إظهار الأشياء، والأشخاص، والأمكنة ، وإظهارها على حالة من الحالات أو هيئة من الهيئات ، وهو نوعان : وصف للشخوص ، ويتولى إبراز سماتها وملامحها الخارجية ، وأحوالها الداخلية ، ووصف الأمكنة والأشياء بتقريب صورها إلى الرائي.

وغايته نقل الصورة من واقعها المادي إلى الواقع اللغوي /الأدبي لإمتاع القارئ.

ملاحظة النص 

العنوان يتكون من كلمة واحدة ، خبر لمبتدإ محذوف تقديره هذه ، وهي تحيل على مدينة ساحلية تقع شمال المغرب ، وهي ذات تاريخ أصيل وحضارة عريقة تجمع بين الطابع الأندلسي والمغربي الإسلاميين .

الصورة  الأولى عبارة عن لقطة مكانية لأحد الأسواق الشعبية بتطوان ؛ حيث تتميز بطابعها المغلق وأسوارها الهشة المتآكلة وأبوابها ونوافذها الخسبية العتيقة ، إلى جانب السلع المعروضة تحت المظلات الشمسية في غياب أي تنظيم ، وهذا يوحي بعراقة المدينة وامتداد تاريخها الأندلسي والمغربي في طوابع معمارها 

الصورة الثانية عبارة عن باب مزخرف خشبي بنقوش قديمة ينفتح على فضاء ربما هو ساحة أحد المساجد .

مصدر النص : رواية "المصري" ( السرد - الوصف - الحوار)

الكاتب محمد أنقار ، من مواليد مدينة تطوان الروائي والناقد / الشاهد / الراوي / الواصف

الفرضية  انطلاقا من العنوان، وصاحب النص، ومصدره، والصورتين، وأسماء الأماكن الشعبية الواردة في بداية النص بين ... نفترض أن النص من فن السرد ، وسيركز السارد ، في هذه الفقرات المنتقاى، على فن الوصف ، كأسلوب من أساليب فن السرد ، ليصف لنا فضاءات مكانية في مدينة تطوان ، وأيضا ليصف شخصيات ترتبط بهذه الأمكنة وهذه المدينة " مقتديا بخريطة مرسومة في الذهن"  يستعين بها للمقارنة بين الماضي والحاضر .

الفهم : وصف السارد الواصه الشاهد بعض الأماكن والساحات في مدينة تطوان القديمة ، بين ماضيها الجميل الساحر وحاضرها البئيس المتآكل ، معبرا من خلال ذلك عن حسرة وألم  على ما آلت إليه،  وفي إحدى فقرات النص يصف لنا شخصية "الدلال" حنى لنكاد نسمع صوته "..." ونرى شكل "..." ، وما كان له من دور مهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بمدينة تطوان

تحليل النص
استخلاص الخريطة "الذهنية " المكانية التي سار فيها السارد : بعد  أن خلف وراءه "النقيبة" ، مرورا بـ"تربيعة الكوزة" ،ليصل إلى "الغرصة الكبيرة"، فـ"القاعة "

الألفاظ والعبارات الواصفة للأمكنة بين الماضي والحاضر  :

الأمكنة الزمن	تربيعة الكوزة	الغرسة الكبيرة	القاعة
الماضي	ساحة ضيقة باحة ساحرة جميلة ضيقة اعشاب	مسرح أوبرالي. تعج بالحركة أصداء أغاني  جبلية	عروش العنب والياسمين المقهى وبابه المقوس سوق بالجملة  يباع فيها االسمن والعسل
الحاضر	ساكنة  بئيسة يتيمة  اجنثت منها شجرة الجوز ..	شبابيكه صدئة . نوافذ مهترئة  أخضر باهت الملابس المستعملة . الصخب  الجلبة  والصياح . خاملة لغة اللابس المستعملة	مكان مهمل فجوة مخزن للأثاث  والملابس المستوردة...

وصف الأشخاص

الدلال	المظهر الجسدي	المظهر النفسي	المظهر الاجتماعي
	وجه محتقن – يلبس ثلاثة جلابات من الصوف – رأس أصلع داخل في بقية جسمه – متفائل – عنق قصير –	يبتسم مزها ،متفائل  ، السرور  لا يقلق ولا يغضب...	يدير أكبر سوق للمؤونة والخضر في مدينة تطوان

استخلاص وصف الباعة وهم جالسون مساء ،"على حصر"، يتسامرون من دون جلبة ...
أيضا وصف "السارد "/ ، وهو الواصف ، المتذكر ، المتأمل ، المبتهج ، المتأسف.. الحالة النفسية


معالم الحضارة الأندلسية  ندى الأنلس، مسجد لوقش، الشبابيك الحديدية الباب المقوس القصبة 

الحضور الثقافي  لغة ألف ليلة وليلة ، وندى الأندلس ، المدينة التقليدية ، القصبة ،المسجد ، والمدرسة التقليدية المقفلة ..

الطابع المحافظ للسكان : يفترشون الحصر ، يشربون الشاي ، ألحان الجبلية ، نوع الملابس .. ثلاث جلبات من ..

التغييرات التي طرأت على المكان من السكينة ، والمسرح الأوبرالي إلى الضوضاء ، فقدان شجرة الجوز ، وعروش العنب والياسمين ، إلى زمن تكلم لغة الملابس المستعملة . من أكبر سوق بالجملة إلى "فجوة ودرب مغلق بارد .."

دلالة أسماء الأمكنة الساحة : فضاء مغلق محاط باسوار / النقيبة : المكان النزوي المغمور / الغرسة الكبيرة : تتوسطه شجرة الجوز .

اعتمد السارد في نقل الموصوفات على حاستي السمع والبصر 

حاسة البصر : أصغر ساحة في الدنيا – المدرسة التقليدية المقفلة – المدخل المؤدي إلى الخرازين – لأشد ما كان يبهجني 

حاسة السمع : ترن في أذني أصداء أغان جبلية – صوتا حادا فيه لجة – يتسامرون من دون جلبة 
حاسة أخرى : البئيسة، البارد ، 

التركيب والتقويم : 

السارد شاهد واصف على جمالية أحياء وساحات مدينة تطوان قديما / الحزينة المهترئة

يبدو السارد معجبا بالدلال ، يقف متأملا أياه

يتألم ويتحسر لما آلت إليه مدينة تطوان

تاريخ الاجتماعي الحضاري الثقافي الاقتصادي

اسلوب السرد والوصف . استخلاص أمثلة من كل نوع